الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

لعنة الحياة .. مشاكل, هموم, ديون, ومصائب !



بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على راكب البراق وصاحب المعراج ومخترق السبع الطباق, صلاة عدد قطرات المطر وحبات الرمل وعدد من ذكره الذاكرون وغفل عنه الغافلون, عليه وعلى آله واصحابه المكرمون.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقدمة ..

من منا لم تحدث له المشاكل ..؟ المصائب ..؟ ظروف قاسية ..؟ وغيرها ممن تندرج تحت بند "الحظ السيء", لربما ادرجناها تحت ذاك البند حتى لا نحكم على انفسنا بتلك اللعنة القاسية الابدية التي لن نستطيع الانفصال عنها !

هذه نظرية البعض .. في الواقع لو نظرت للامر من زاويتهم لبصمت لهم "بأصابعك العشرة" على صحة مقولتهم, ولكن ان اتيت انت ونظرت من زاويتي التي ارى منها الامور لبصمت "بأصابعك العشرين" بأني على حق !

من فضلك .. ايمكنك متابعة القراءة ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 الحياة اقصر من ان نعيشها في كدر ! 


احدهم اخبرني عن قصة حدثت مع احد افراد عائلته قائلا كما يرويها لي :



" تزوجت خالتي في سن مبكرة , ففي منطقتنا التي نعيش فيها تتزوج الفتيات وهن في سن صغيرة, كبرت وتكبر مشاكلها وهمومها, توفي زوجها وهي في سن صغيرة, لم تتزوج بأخر للتسنى لها تربية اطفالها دون ظلم من زوج والدتهم او تشردهم في الشارع بدون اب وام, كانت تجني المال لتدريسهم, لاطعامهم, لكسوتهم, كبروا وكبرت همومهم, كان لديها 5 اطفال ما بين ذكر وانثى, تزوجت احداهن وبقي الباقون في كنفها, كانت في كل ليلة تحمل هما على عاقتها وتبكي على هموم, من أين اجلب المال لاطعامهم, كيف سأشتري لهم الملابس والحُلي ؟ , ليست بفترة بعيدة اصابها السكر والضغط .. ! مصيبة كبيرة !! , اطفالها كبروا ومن من عمل ومنهم من اراد الدراسة , ولازت المسؤولية ضخمة على عاتقها, بكاء وبكاء وبكاء حتى اصبح كالدواء قبل النوم في كل ليلة, توالت الايام لتأتي الفاجعة بأصبتها بجلطة قلبية !! ياربه من أين اتت تلك المصائب ؟!! وهكذا توالت الامور حتى توفيت وهي لم تشهد سوا زواج فتاة من ابنائها !! "


ما حدث هو قدر الله وليس باليد حيلة, ولكن أولسنا نحن المسؤولين عن تفكيرنا ومشاعرنا وافكارنا ؟
الجلطة القلبية, والسكر, والضغط, وانسداد الشرايين ... وغيرها من الامراض القاتلة تأتي بفعل الاكتئاب والكدر, الحزن والبكاء طوال الوقت !


أبنائي ..
الحياة اقصر من ان نعيشها في بكاء وحزن لمجرد ان الحياة لم تمش كما اردنا.. هناك دائما شيئا جميلا يحدث عندما تتوكل على من بيده اقدار كل شيء !



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 مشاكل تستطيع حلها .


من الجيد ان اخبركم انه حوالي 90% من مشاكلنا التي نواجهها في حياتنا نستطيع ايجاد حل كامل لها حتى نخرج من دائرة القلق والاكتئاب ..

قد تختلف التعقيدات من مشكلة لاخرى, والظروف, وسبب المشكلة, وجهات التي وقعت عليها المشكلة, والوقت اللازم لحل المشكلة, وطريقة حل المشكلة .. الى اخره من التعقيدات التي قد تجعل من الصداع له اوفر الالاهتمام من رأسنا !

ولكن كما قلت في العنوان .. يبقى هذا النوع من المشاكل يوجد له حل بطريقة او بأخرى .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لكل داء دواء .. ولكل مشكلة حل

قوله صلى الله عليه وسلم: { داووا مرضاكم بالصدقة }
وقال ايضا : {صدقة السِّر تُطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر}

 أتعلم  - يا بُني - ان المشكلة ليست في حصول المشاكل لنا !!
بل المشكلة الحقيقة هي اننا لا نعرف كيف نحلها, فليس هناك احد ليس لديه مشكلة, الصغير ضاعت لعبته الجميلة, والكبير ليس لديه عمل, المتزوج ليس لديه مال لاطفاله, والاعزب ليس لديه دابة يقودها !!

لكل مشكلة هناك دائما حل لها, ولكل مشكلة هناك مرحلتين يجب تجاوزهما لنستطيع الابتعاد وكل الابتعاد عن الاضرار الجانبية لتلك المشاكل على نفسيتنا وصحة قلوبنا !


المرحلة الاولى: حل المشكلة

وهي بكل وضوح وبساطة ان تحل المشكلة على الوجه الصحيح الذي يضمن لك أقل قدر ممكن من المضاعفات, اي فكر بالحلول وجرب الحل الذي تظن انه لا يحمل بداخله اي مشاكل او مُشيكلات 

ولتكن كذلك .. كن بسيطا, فكر كما يفكر طفل في السادسة من عمره, يأخذ كل شيء ببساطة وبنية طيبة !

وبالطبع لا تنس الايات والاذكار والادعية التي تساعد في دفع شر القدر والبلاء !



المرحلة الثانية: إزالة الاضرار الجانبية للمشكلة

والمقصود هنا ان تزيل اي صلة بينك وبين المشكلة بعد حلها , وتتخلص من اي شيء قد يربطك او يعيدها لك ومنها :

- عدم التفكير فيها مطلقها
- استخراج الدروس التي تعلمتها لكي لا تقع فيها مجددا 
- ان كنت من النوع الذي يصيبه اكتئاب حاد فبعض المشاهد المضحكة على التلفاز او الجلسات الاجتماعية مع العائلة والاصدقاء ستكون مفيدة جدا
- اشغال نفسك خاصة بعد حدوث المشكلة - لانك ستكون كثير التفكير بها -
- عدم الذهاب للنوم الا بعد النعس الشديد جدا 
- واخيرا.. لا تنس ذكر الله فهو جلاء للقلوب ودواء للعقول.

وهناك نقاط اخرى ولكن هذه اهمها, وان حقا التزمت بها فصدقا لن تمر بأوقات عصيبة كثيرا .



 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 فالله خير حافظا  .. خير ختام


 قد يكون بلاءك باباً من احد الابواب الثلاثة :

- حب من الله, وإذا احب الله عبد ابتلاه 
- تكفير لذنوب 
- دفع مضرة في المستقبل لا تعلم عنها .

ولتخفف ألم المشكلة تذكر .. 

- قال تعالى ( وعسى أن تكرهوا شيءا وهو خير وعسى ان تحبو شيئا وهو شر لكم )
-  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط"


وهذه ادعية لعلها سببا في تفريج كرباتك بإذن الله .. 

 - لا تنس ان تتوكل على الله فهو حسبك في كل امر, واليه يرجع كل امر 
- لا تنس دعاء "ان لله وان اليه راجعون, اللهم أؤجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها", فإن لها اثر في طمأنينة القلب
- لا تنس دعاء " لا اله الا انت سبحانك إني كنت من الظالمين" فتلك الدعوة هي دعوة نبي الله يونس عندما رُمي في البحر, فحفظه الله في بطن الحوت ثلاثا, ثم قذفه للشط, ثم انبت عليه شجرة من يقطين ليستظل بها من الشمس, وعندما رجع وجد اكثر من 100,000 شخص قد أمن به .
- أكثر من الاستغفار ففيها حل العقد
- أكثر من التوكل ففيه خير كفيل 
- أكثر من ايات الفرج فلا تدر ايهم تكون سببا في تفريج الكرب
- واخيرا .. " ولسوف يعطيك ربك فترضى " !





وان كان هناك اي استفسار او سؤال يسعدني تواصلك معي عبر الطرق المتاحة في المدونة, 

استودعتكم الله ,,


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق